ملخص الأدلة | لماذا يعد تحديد عوامل الخطر والحماية خطوة حاسمة في مجال وضع برامج الوقاية: التداعيات على حماية الطفل في العمل الإنساني

تهدد الأزمات الإنسانية، بما في ذلك الكوارث الطبيعية والنزاعات وتفشي الأمراض المعدية، صحة وسلامة ورفاه الأطفال والأسر والمجتمعات. وتتعدد المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في السياقات الإنسانية المختلفة وقد تشمل: الفصل بين أفراد الأسرة، والتجنيد في القوات أو الجماعات المسلحة، والمشاركة في الأعمال الخطرة، والاعتداء الجسدي أو الجنسي، والتوتر والضيق النفسي الاجتماعي، وصولاً إلى خطر التعرض إلى الإصابة أو حتى الموت. إن جذور المشاكل التي تؤدي إلى أضرار كهذه على الأطفال هي جذور معقدة للغاية، والعواقب التي تحدثها بالنسبة للأطفال والأسر والمجتمعات هي عواقب حقيقية وطويلة الأمد.

وبشكل عام، ثمة ندرة واضحة في الأبحاث التي يتم وضعها لتحليل عوامل الخطر والحماية والمسارات التي تحدد أسباب المخاطر وعناصر المرونة المختلفة في السياقات الإنسانية. مع العلم أن الدراسات التي تركز على فهم أنماط المخاطر والعوامل الوقائية من شأنها أن تؤدي إلى تطوير أساليب وقائية أكثر جدوى وملاءمة، وهذه الأساليب ستكون بدورها ضرورية لتطوير المزيد من البرامج القائمة على الأدلة، والممارسات القائمة على نظريات التغيير السليمة. ولهذه الغاية، يمكن أن يؤدي الاتفاق على صياغة التعريفات العملية، وكذلك الاتفاق على منهجيات جمع البيانات، إلى تحسين جودة الأبحاث وتطبيق نتائجها بشكل أفضل، مع توسيع نطاقها وتكييفها مع السياقات الإنسانية المختلفة.  

يعمل هذا الموجز كدليل مبسط لتوفير المعلومات الضرورية لاتخاذ القرارات المتعلقة بجمع البيانات وجهود توليد الأدلة فيما يتعلق بعوامل الخطر والحماية على الصعيد السكاني. ويصف الدليل كيف يمكن فهم المخاطر وعوامل الحماية في السياق الإنساني بشكل أفضل، باعتباره خطوة أساسية لوضع برامج الوقاية السليمة. يبدأ الدليل بتحديد المفاهيم والتعاريف المهمة، ثم يقدم ملخصًا عن النتائج الرئيسية للمراجعة المكتبية (النظرية) التي يقودها التحالف. أما الأقسام اللاحقة فتتضمن نظرة عامة على مناهج جمع البيانات على المستوى السكاني، وأمثلة عن مناهج البرمجة الوقائية التي تهدف إلى الوصول إلى المجموعات السكانية الفرعية أو مجموعات الأطفال والأسر وأفراد المجتمع، وذلك وفقًا للنموذج الاجتماعي والبيئي، مع ربط كل هذه المصادر ببعضها البعض.